
معادلة جدلية تقبل الانعكاس بحسب موضوعها وانموذجها، فاذا اخذنا المقاومة في غزةَ الصمود انموذجا، يصح القياس بها وعليها،
فنقول: أن فعل المقاومة اثبت أن القيد تكسّر وهنا اقصد قيد الوهم وقيد الوهن ، الوهم بأن المقاوِم لا يقدر أن ينتصر والوهم بأن امامهُ جيش لا يقهر والوهم بأنه السلاح الاكثر فتكا في العالم سيفتك بارادتهم، هذا الوهم كله تكسّر على صخرة الارادة بأن يكونوا في دائرة الفعل وليس المفعول به .
أما قيد ( الوهن) فحدث عنه ولا حرج فأينما يممت وجهك في بلاد العرب والمسلمين أبصرت الوهن يفتك بكل مفاصل المجتمع ؛ افرادا وجماعات ، شيبا وشبابا، احزابا و مؤسسات المجتمع المختلفة، الكل ينتابه الشعور بالعجز عن تحريك الواقع المنتفخ بالوهم المسيطر على الذهن والحدار الملتصق بالعين،
وهنا اشارة نبوية كريمه تكشف استار الغيب مستشرفة مستقبل الامة الاسلامية في الحديث الشريف ( تتكالب عليكم الامم كما تتكالب الاكلة الى قصعتها ….. قالوا- يسأل المستمعون من الصحابه عن السبب- أوَ من قلة نحن يومئذٍ با رسول الله؟ فيجيبهم بالسبب الحقيقي وهو الوهن ( حب الدنيا وكراهية الموت)
الوهن هو الخوف من الموت المتوقع باتجاه الموت المحقق، واعني الحياة بالذل والقهر والاستعباد، الشعور بالعجر والشلل وكل الجسم صحيح، الاحساس بضياع الاهداف وانعدام الرؤية وعبثية الحياة.
وهنا يصلح القول ويصحّ بأن المقاومة في عزة كسرت القيود في نفوس المجتمع الغزي من الخوف والوهن وازالت عن عيونهم غشاوة الوهم، فالحياة تحت ذل الاحتلال الصهيوني هي حياة البهائم وليست حياة الحرّ الكريم التي تليق باهل غزة والفلسطينين وكل المظلومين في الارض.
وفي المقابل يصح القول أيضا أن الكيان السياسي الفلسطيني انقل باتباعه من القيادة الى القيد حين أضاعوا البندقية ورضوا بخيارات اوسلو ، فقيدوا انفسهم والشباب المؤمن بأن الحل يمكن أن يكون بدولتين الاولى مستعلية والاخرى منزوعة الدسم، الاولى محتلة ( فاعل) والثانية محتلة ( مفعول به). وشتان بينا فاعل ومنفعل.
فالمقاومة نقلت نفسها ومجتمعها من ذلِّ القيد الى عزّة القيادة والسيادة.
(من القيد الى القيادة لمن أراد السيادة)
د عماد الزغول



