اخبار عربية ودولية

حسن اسميك: من التفكير إلى التغيير… مشروع لعقل عربي يستعيد ذاته”

في عالم تعصف به الأزمات، ويبحث فيه العقل العربي عن بوصلته المفقودة، يبرز رائد الأعمال والمفكر العربي حسن اسميك، لا كمجرد ناقد للواقع، بل كصانع لفكر نهضوي جديد، يؤسس بعقله رؤية متكاملة لإعادة بناء الإنسان والمجتمع العربي على أسس الحرية والمعرفة والكرامة.

وفي زمن  تتقاذفه الأزمات، لم يكن حسن اسميك ممن يكتفون بتشخيص العلل، بل كان من القلة الذين أسسوا بعقولهم رؤى متكاملة لبناء إنسان عربي حر ومجتمع جدير بالكرامة.

لم يكن فكر حسن اسميك اجترارًا للأفكار أو ترديدًا لشعارات مكرورة، بل كان فعلًا تأسيسيًا عميقًا، انطلق من قراءة نقدية للواقع، وتحليل واعٍ للبنية النفسية والثقافية التي كبّلت مسيرة العرب لقرون.
وقد تميز منهجه الفكري بقدرته على الغوص إلى الجذور، متجاوزًا السطحيات إلى قلب الإشكاليات الحضارية.

ولعل اللافت أن حسن اسميك لم يتقدم بصفته صاحب مشروع بالمعنى التقليدي، بل ظهر كمفكر استثنائي يمتلك شجاعة فكرية نادرة؛ يسعى إلى وضع إصبعه على مواضع الألم ليعيد رسم ملامح الطريق نحو التعافي والنهضة.
بعقلانية رصينة وبصيرة نافذة، تجاوز بثباته تلك الثنائية العقيمة بين الانغلاق على التراث والانبهار بالغرب، واضعًا أمام الأعين تصورًا نقديًا خلاقًا، تتعانق فيه أصالة الجذور مع وعي العصر، في مسار لا يسكنه الجمود ولا تبتلعه الغربة.

ومن هذا الإدراك العميق، كانت قناعة حسن اسميك راسخة بأن النهضة الحقيقية لا تُستورد ولا تُستنسخ، بل تُصنع بعقل عربي متجدد، نقدي، واثق بذاته ومتصالح مع تاريخه.
لذلك، دعا إلى عقل عربي متحرر، يمتلك الجرأة الكافية لصياغة مصيره بيده لا بيد غيره، مؤمنًا أن تخلف العالم العربي ليس قدرًا محتوماً، بل نتيجة خيارات خاطئة يمكن تصحيحها بإعادة تأسيس الوعي.

وفي ظل واقع عربي انهكته الجدليات العقيمة، ظل حسن اسميك مشدودًا إلى السؤال الأعمق: كيف نصنع مشروعًا حضاريًا يرتقي بإنساننا ويعيده إلى مكانه الطبيعي بين الأمم؟
ولم يكن جوابه مترددًا، بل كان صريحًا وحاسمًا: المستقبل العربي ليس قدرًا ننتظره، بل رؤية نؤمن بها ونبنيها — بعقل حر، بنقد واعٍ، وبإرادة تصنع التاريخ بدل أن ترضخ له.

وتأكيدًا لهذا النهج، جاءت مقالاته  ومداخلاته الفكرية شاهدة على عقل بنّاء، يؤسس بجدارة لمشروع فكري نهضوي يحتاجه العرب اليوم أكثر من أي وقت مضى؛ عقل يجمع بين قوة الفلسفة ودقة التحليل السياسي وواقعية الحالم، الذي يدرك أن الطريق إلى النهضة طويل، لكنه قابل للعبور لمن امتلك الشجاعة والمعرفة والإرادة.

ولا شك أن حسن اسميك يمثل استثناءً نادرًا، يتجلى في الفكر كما يتألق في الاقتصاد ويشرق في الإنسانية.
رجل حكيم، يزاوج بين التواضع الأصيل والعطاء اللامحدود، ويقدّم خلاصة تجاربه ومعارفه لبناء مشروع نهضوي متكامل لا يقتصر على خدمة قضايا الفكر، بل يسعى لارتقاء الإنسان العربي إلى المكانة التي يستحقها بين الأمم.

إن مشروع حسن اسميك ليس مجرد نداء للتغيير، بل هو رؤية شاملة وخريطة طريق نحو مستقبل عربي مختلف؛ مستقبل يُكتب بالعقل، ويُشيّد بالإرادة، وينحاز للإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى