طروحات اسميك تعكس اهتمامًا جادًا بمستقبل سوريا وتشكل مساهمة فكرية تستحق التمعن والنقاش
اسميك : التوافق الوطني وبناء مؤسسات قوية السبيل الوحيد للخروج من الأزمة
يقول الفيلسوف الصيني كونفوشيوس: “إذا كنت تخطط لعام واحد فازرع الأرز، وإذا كنت تخطط لعشر سنوات فازرع الأشجار، أما إذا كنت تخطط لمئة عام فعلم الناس.”
هذه الحكمة تلخص جوهر التحدي الذي يواجه سوريا اليوم، حيث لا يكفي مجرد تغيير النظام أو إعادة الإعمار السطحي، بل يتطلب الأمر بناء دولة تقوم على أسس العدالة والاستقرار والتنمية المستدامة.
في سلسلة من التغريدات اللافتة، قدم رائد الاعمال المفكر العربي حسن اسميك رؤية تحليلية عميقة حول مستقبل سوريا بعد سقوط النظام، مستعرضًا التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد، ومؤكدًا على ضرورة التوافق الوطني وبناء مؤسسات قوية كسبيل وحيد للخروج من الأزمة.
طرحه يعكس اهتمامًا جادًا بمستقبل سوريا، ويشكل مساهمة فكرية تستحق التمعن والنقاش لكن ما يميّز حديث اسميك هو أسلوبه الموضوعي في تحليل الوضع المعقد في سوريا، بعيدًا عن أي انحيازات سياسية.
مثلا أشار إلى العقبات التي تواجه السلطات الجديدة بقيادة أحمد الشرع من الفصائل المعارضة لكنها غير متجانسة مثل اختلاف أهدافها واعتمادها على دعم خارجي متضارب، ما يجعل الوصول إلى توافق وطني أمرًا صعبًا، كما تطرّق إلى الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة، التي تعيق أي محاولات جادة لإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار.
مؤخرا أثار اسميك مسألة الشرعية الدولية لأي نظام جديد في سوريا، مؤكدًا أن غياب توافق داخلي واسع سيؤثر على اعتراف العالم به، مما سيضعه في موقف صعب سياسيًا واقتصاديًا، كما حذّر من خطر تصاعد الفوضى والعنف إذا لم تُتَّخذ خطوات جدية لمعالجة الأسباب الحقيقية للصراع، مثل التهميش السياسي والاقتصادي لبعض الفئات.
ويرى اسميك أن بناء مؤسسات دولة قوية وفعّالة هو مفتاح الاستقرار في سوريا، فمن دون مؤسسات قادرة على التعامل مع التحديات الأمنية والاقتصادية، ستظل البلاد عرضة لمزيد من الفوضى والانهيار لذا، يجب تأسيس نظام حكم يشمل جميع الأطراف، ويرتكز على العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية.
وإلى جانب الجهود الداخلية، شدد اسميك على أهمية الدور الدولي في دعم سوريا فالمساعدات المالية وحدها لن تكون كافية، بل يجب أن تصاحبها مشاريع تنموية مستدامة، إلى جانب حلول سياسية تضمن الاستقرار الأمن كما أنه ومن دون التزام دولي حقيقي، ستبقى سوريا عالقة في أزماتها المعقدة.
ويرى اسميك أن الحل النهائي للأزمة يكمن في التوافق الوطني، بحيث يتم إشراك جميع مكونات المجتمع السوري في اتخاذ القرارات، فالإقصاء لن يؤدي إلا إلى مزيد من الصراعات، بينما يمكن للحوار الوطني تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول مشتركة تُرضي الجميع.
وبالفعل تُضيف تغريدات حسن اسميك قيمة كبيرة للنقاش حول مستقبل سوريا، حيث طرح تساؤلات جوهرية حول الحلول الممكنة رغم ضخامة التحديات، يرى أن المستقبل ليس ميؤوسًا منه، لكن تحقيقه يتطلب إرادة سياسية قوية وتعاونًا داخليًا ودوليًا حقيقيًا.
إذن مستقبل سوريا يعتمد على رؤية واضحة وإرادة سياسية جادة ومن دون ذلك تظل الأزمات تتدحرج وستبقى الحلول مجرد نظريات غير قابلة للتنفيذ لكن إذا توحّد السوريون حول مشروع وطني مشترك، وحصلوا على دعم دولي فعّال، فسيكون بإمكانهم تجاوز المحنة وبناء دولة مستقرة ومزدهرة للأجيال القادمة.



