أقلام وآراء

صبيح المصري… هيبة الاقتصاد ونُبل الإنسان

المصري… ثروة أخلاقية في جسد اقتصادي

عين الاردن.. كتب مروان التميمي..

في زمن صارت فيه الثروات تقاس بالأرقام، يبقى صبيح المصري علامة استثنائية في معادلة مختلفة… رجل لا تختصر قيمته في حجم استثماراته، بل في حجم الأثر الذي يتركه في النفوس والمؤسسات والمجتمعات.

صبيح المصري أحد الأعمدة الراسخة في صرح الاقتصاد العربي، لا بوصفه رجل أعمال فحسب، بل بصفته مهندساً لرؤى مؤسسية كبرى جمعت بين الحكمة الاستثمارية والمسؤولية المجتمعية.

لم يبني منظومات مصرفية واستثمارية لأجل الأرباح وحدها، بل كان يرى في كل مشروع فرصة للنهوض بالمجتمع، وتمكين الإنسان، وخلق أثر يتجاوز الأرقام إلى القيم.

ففي فلسفته، لم يكن المال غاية، بل وسيلة راقية تسخر لبناء مؤسسات تعزز الاستقرار، وتحفظ الكرامة، وتصنع مستقبلاً أكثر عدلاً وإنصافاً.

في الوطن ، هو  ركيزة من ركائز المشهد الاقتصادي، شارك في بناء منظومات مصرفية واستثمارية وتأمينية ساهمت في رسم معالم السوق الحديثة، وفتح آفاق العمل والإنتاج.

ورغم ثروته الا انه ، لم يتخلّ يوماً عن تواضعه..

يصافح بحرارة، يسمع بإصغاء، ويمنح دون أن ينتظر ثناء.

هو من القلائل الذين يشعر الناس بقربهم لا بهيمنتهم. رجل لا تعلو فيه الكلمة على الموقف، ولا الصورة على الجوهر.

وفي علاقاته وخلقه ، ظل وفياً لنفسه: أنيق الصمت، رفيع في احترامه للآخرين، كريماً في دعمه للخير بلا إعلان، مؤمناً بأن ما يمنح في الخفاء هو وحده ما يبقى في السماء.

لقد علّمنا صبيح المصري أن الاقتصاد ليس عالماً بارداً تحكمه الأرقام، بل رسالة يمكن أن تدار بالحب، والعدل، والإيمان بالناس.

وأن رجل الأعمال يمكن أن يكون قدوة أخلاقية، لا مجرد متصدر للترتيبات.

لا  أكتب هذه الكلمات ، ترفاً إعلامياً، بل لأن في بعض الرجال ما لا يقال… بل يوقر، وما لا يروى… بل يحفظ في الذاكرة كقيمة نادرة لا تُستنسخ

إنني أكتب كلمات هذا النص، لا مجاملة، بل وفاء. فبعض القامات لا تحتاج إلى توصيف، بل إلى وقفة صادقة تُقال فيها الكلمة بقدر ما تُحمله من احترام.

وحين يكون الحديث عن رجل اجتمع على محبته من عرفه ومن سمع عنه، عن تواضعه الجم، وخلقه الرفيع، وسمو أثره… فإن الكتابة تصبح أقل من الواجب، لكنها أصدق ما أملك.

صبيح المصري ليس مجرد اسم في سجل الاقتصاد… بل ضمير هادئ يمضي في المشهد بثباتٍ لا يزعجه التصفيق، ولا تغيّره القمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى