اسميك يحذر من الاستبداد الصامت وتآكل الوعي المجتمعي
تناول رائد الاعمال المفكر العربي حسن اسميك عبر منصة اكس مفهوم الاستبداد من زاوية مختلفة، محذرا من مخاطره حين لا يأتي في صورة صدام مباشر، بل يتسلل بهدوء عبر ممارسات يومية تتراكم دون أن تثير الانتباه في بداياتها.
يشير اسميك الى ان الاستبداد لا يظهر دفعة واحدة، بل يتشكل عبر ممارسات تبدو عادية في ظاهرها، كقرارات غير عادلة تمر دون مساءلة، او تشريعات تفرض من دون نقاش عام، او لغة عامة يهيمن عليها الخوف والتحفظ. ومع مرور الوقت، تتراكم هذه السلوكيات لتحدث تآكلا بطيئا في الوعي الجمعي، ما يؤدي الى حالة من العجز المجتمعي عن الرفض او المقاومة.
ويؤكد ان اخطر ما في الاستبداد ليس فقط القهر المباشر، بل قدرته على تطبيع الظلم وتحويل الافراد الى متفرجين صامتين على واقعهم، يتأقلمون مع الانتهاك حتى يفقدوا حس الغضب والاعتراض. في هذه المرحلة، يصبح الظلم مألوفا، وتغيب ردود الفعل، ويضعف الشعور بالمسؤولية تجاه المصير المشترك.
ومن هذا المنطلق، يرى اسميك ان مواجهة الاستبداد لا تنطلق من المواجهات الصاخبة او اللحظات المفصلية فقط، بل تبدأ من اليقظة الفكرية، ومن رفض التسليم بالقهر كأمر واقع، ومن التمسك الثابت بقيم الكرامة والحرية والعدالة. فهي، كما يشدد، ليست شعارات او امتيازات، بل ركائز اساسية للوجود الانساني، لا يجوز التنازل عنها تحت اي مبرر او ظرف.
ويعيد هذا الطرح التأكيد على ان الوعي المجتمعي يشكل خط الدفاع الاول في مواجهة الاستبداد، وان حماية القيم الانسانية مسؤولية جماعية لا تقل اهمية عن اي فعل سياسي مباشر.



